القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 178 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الثلاثاء, 16 أغسطس 2011 00:06

تلك آثارنا تدل علينا..

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

نشرت الصحف منذ أيام أنباء عن بدء حملة دولية للحفاظ على مدينة صنعاء القديمة وصيانتها..

ونحن نرى أن مكة المكرمة والمدينة المنورة حريتان بالحفاظ والصيانة الأولى حيث انبثق منها نور الإسلام.. والثانية حيث امتد شعاعه ونوره حتى عم الدنيا.

منازل الحي، ومواطن الذكريات، ومجمع الآثار الإسلامية التي تثير كوامن في النفوس إزاء حضارة عربية إسلامية تدين لها الحضارة الغربية بكل ما تدعيه من ازدهار وتقدم.

ونحن بحمد الله لا نحتاج إلى حملة دولية ولا غير دولية للحفاظ على آثار هاتين المدينتين ومنابع الحضارة فيهما.. فلماذا نشاهد البلديات نازلة هدما وإ.الة لكل هذه الآثار باسم التوسعات ومن أجل السيارات حتى مبنى المسجد الحرام التاريخي القديم كادت تلعب به أيدي الهدم والتجديد لولا وقوف جلالة الملك فيصل – طيب الله ثراه وأحسن جزاءه – وإصراره على عدم إزالته بل وإحضار مهندسين عالميين لربط التوسعة الجديدة بالمباني القديمة بطريقة هندسية.. وفعلا تم لجلالته ما أراد.

وما أحوجنا نحن إلى وقف هذا الزحف على الآثار والتراث الإسلامي والعربي بمكة المكرمة والمدينة المنورة وأن تقوم مشروعاتنا التطويرية على أسس من الدراسة المتأنية والتصورات السلمية كالأسس التصورات التي أوصى بها جلالة الملك فهد المعظم وبثها لنا التليفزيون فطرب لها كل ما شاهدها وتمنى أن يغمض عينه ثم يفتحها ليرى مكة المكرمة وقد أصبحت وفق تصورات جلالة الملك فهد وفي عهده الزاهر.

إن إنشاء الشركة العقارية الكبرى التي ستتولى تحقيق هذه التصورات المستقبلية هو الخطوة الأولى التي ستدفع عجلة العمل الجاد وتساعد على تخطي الزمن وهي بلا شك ستقيم عمارتها على الطراز الإسلامي وتحافظ على آثار مكة القديمة وتعيد بناء دار الأرقم بن أبي الأرقم أول مدرسة لتحفظ القرآن في الإسلام.. ودار محمد بن عبد الله حيث كان ينزل فيها الوحي.. ودار أبي سفيان التي أكرمها الرسول فجعل من دخلها أمنا وكأنه دخل المسجد الحرام.. وغار حراء حيث بدأ نزول الوحي «اقرأ باسم ربك الذي خلق» وغار ثور الذي انطلق منه النبي وصاحبه نحو الهجرة إلى المدينة فكانت انطلاقا للإسلام من معقل قريش وأذى المشركين.

وإبراز كل هذه الآثار الإسلامية بمكة المكرمة كشواهد ناطقة على مجد الإسلام وحضارة الإسلام وتضحيات المسلمين وقوة إيمانهم وصبرهم على مختلف صنوف الاضطهاد والعذاب من أجل عزة الإسلام ونشر الإسلام وترسيخ العقيدة.. لا مواقع للتبرك أو التعبد بل لتوعية المسلمين وتعريفهم بتاريخهم وأمجاد أجدادهم وكيف انتصروا وبماذا انتشر الإسلام رغم ضعف الإمكانات وصعوبة المواصلات وقلة المال والرجال.

مع تعيين رجال ممن يدعون إلى سبيل ربهم بالحكمة والموعظة الحسنة وعلى درجة من العلم والثقافة والتحدث بمختلف اللغات للتحدث إلى الزائرين عن تاريخ هذه المواقع وما يؤخذ منها من عبر وأنها ليست مواقع للتبريك أو العبادة ولا يجوز بها ذلك.

هذا ما نرجو أن تكون عليه مكة الجديدة القديمة في آن واحد.. الجديدة في التنظيم والتنسيق.. والقديمة في الآثار والتراث.. والله من وراء القصد.

معلومات أضافية

  • العــدد: 6803
  • الزاوية: كل اسبوع
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: عكاظ
المزيد من مواضيع هذا القسم: « هذا هو الحل لماذا هذا التعقيد »

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا