هوس؟ أم ترف؟
حصان واحد يباع بالمزاد العلني بمبلغ ثلاثة عشر مليون دولار – أجل دولار لا ريال – وخيول أخرى يباع الواحد منها بعشرة ملايين دولار وسبعة ملايين دولار.. هكذا بالملايين.
هذا ما نشرته صحيفة الشرق الأوسط الدولية عن أخبار الخيول ومزادات الخيول وبذخ أصحاب الخيول. ماذا أصاب أصحاب الملايين في هذه الدنيا؟! هوس؟ أم ترف؟! أم سفه؟! بعد أن أصبحت لديهم هذه الملايين من الدولارات مثل ملايين حبات الأرز وراحت تتضاعف بدون جهد أو عرق بينما يعيش الكادحون من البشر في مجاعات وكوارث ثم يموتون جياعاً عطاشاً دون أن ترف عين أو تتحرك شعرة في أجسام أصحاب الملايين هؤلاء وهم في عبثهم لاهون سادرون ولا هم لهم بعد ذلك إلا الترف والخيول وملذات الحياة الآثمة وغير الآثمة نادراً بالإضافة إلى تربية الكلاب والقطط وإطعامها أحسن طعام بينما يموت إخوانهم في الآدمية والإنسانية من الجوع والعطش.
ألا يستحق أمثال هؤلاء المبذرين أن يحجر عليهم ويقام عليهم أولياء عقلاء لصرف هذه الملايين في أوجهها الصحيحة من إسعاد البشرية وعلاج أدوائها من جهل وفقر ومرض؟!
ألم يقرأ هؤلاء المسرفون أخبار المجاعات وصورها التي تتقطع لها نياط القلوب وتقشعر منها الأبدان فيؤدون حقوق الشكر لله الذي أعطاهم تلك الأموال الضخمة لإطعام الجائعين وإرواء العطشى وكسوة العراة من إخوانهم في الإنسانية والآدمية؟!
إن الإنسان - أي إنسان - بصرف النظر عن ديانته مسلماً كان أو غير مسلم لينفطر قلبه وتذهب نفسه حسرات على ما يرى من آثار المجاعات التي سادت بعض مناطق العالم بصرف النظر أيضاً عن دياناتهم وأجناسهم فهل خمدت روح الإنسانية في نفوس هؤلاء المترفين وغاضت ينابيع الرحمة من أعماقهم؟!
معلومات أضافية
- العــدد: 7000
- الزاوية: كل اسبوع
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: عكاظ
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.