القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 183 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الثلاثاء, 16 أغسطس 2011 00:26

على هامش الحج (2)

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

في أيام حج سنة 1404ﻫ وفي منى وعرفات أكثر الله من المحسنين الذين قاموا بإهداء الحجاج أنواعا مختلفة من الأطعمة والأشربة مجانا الأمر الذي كان له تأثير سلبي على أسواق البيع والشراء في ذلك الموسم ونتج عنه خسارة فادحة لمن تعودوا تأمين حاجات الحجاج وتحمل متاعب الانتقال بها من مكة المكرمة إلى مناطق الحج طلبا للرزق واستفادة من الموسم، ورحم الله من نفع واستنفع، كما يقول المثل، فرجع أولئك الباعة ببعض بضائعهم إلى مكة وتلف بعضها مما هو سريع التلف وتركوا هم البعض الثالث على صعيد عرفات لأن تكاليف نقله ثانية إلى مكة أكثر من قيمته.

ودأبوا الهمس بصوت مرتفع بعد الحج بالتذمر من هذا الذي حدث ولكن أحدا لم يستطع أن يعترض على فعل الخير أو يطالب المحسنين بالإقلاع عن هذا الأسلوب الجديد الذي أنزل أفدح الضرر بمن كانوا قد تعودوا ابتغاء فضل ربهم في هذا الموسم الديني الاقتصادي الكبير تحققا واستجابة لدعوة أبينا إبراهيم "رب إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم، ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون" وما دام الوادي غير ذي زرع فإن تلك الثمرات هي تجارة الحج والحجاج.

وقد طالبني كثيرون يومها أن أكتب عن هذه المشكلة فتحرجت أن أعترض على فعل الخير وما كنت أتصور أن يكون لهذا الفعل رد فعل ظهرت آثاره هذا العام بصورة ندمت فيها على سكوتي العام الماضي واستغفرت الله وأنا أشاهد بنفسي تلك الآثار في منى وعرفات وما عانى الحجاج منها.

لقد تقاعس من منوا بالخسارة في العام الماضي إن لم يكن كلهم فجلهم تركوا التجارة في مناطق الحج وتخلوا عن تأمين حاجات الحجاج من الأطعمة والأشربة رغم الجهود الكبيرة التي بذلتها وزارة التجارة لتأمين ذلك للحجاج ولكن هذه الوزارة لا تمارس البيع والشراء بنفسها ولكنها تدعو وتحث وتساعد وتسهل فقط ولم يبق في الأسواق وأسواق عرفات بالذات إلا الهدايا والنزر اليسير من الباعة المتسببين في بيع الأطعمة والأشربة وعلى الأصح لم يكن هناك أسواق ولا شبه أسواق ولم تستطع الهدايا المجانية من الأطعمة والأشربة – وخاصة الثلج – أن تصل إلى كل منطقة وكل مخيام فضلا عن كل حاج وكان الجو حارا والشمس محرقة فلم يكن أمام الجائع والظمآن إلا أحد أمرين أحلاهما مر: إما أن يترك خيمته ويسعى بحثا عن الطعام والشراب – وخاصة الثلج – ويتعرض الشمس وضربتها وإما أن يلازم خيمته يقرصه الجوع ويلهب صدره العطش ويكتفي ببل ريقه من ماء الصنابير الذي كأنه الحميم.

هذا هو رد الفعل.. وهذه هي النتيجة.. فما هو الحل؟

فإلى الكلمة القادمة.

معلومات أضافية

  • العــدد: 7028
  • الزاوية: كل اسبوع
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: عكاظ
المزيد من مواضيع هذا القسم: « مسجد الحجون كل أسبوع »

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا