لقد أثلج القرار الذي أصدره المجلس الأعلى لسياسة التعليم بالمملكة عن مواعيد الاختبارات والأجازات هذا العام.. أثلج الصدور بعد أن ظل القلق يساور النفوس من استمرار العمل بما جرى به العمل في العام الماضي من الفصل بين اختبار نصف السنة وأجازته أو ما تسمى بأجازة الربيع.

بيد أن عبارة جاءت في آخر القرار تشير إلى أنه من المحتمل أن تستمر الدراسة في العام القادم 1407 هـ شهر رمضان مع تخفيف في الحصص ثم تبدأ الاختبارات في شوال.

هذه العبارة أثارت تساؤلات كثيـرة؟؟ لماذا تستمر الدراسة في شهر رمضان 1407ﻫ مع أن السنة الدراسية بدأت في نفس الموعد المعتاد قبل ذلك وهو العشر الأواخر من ذي الحجة؟؟ وطالما أن الفترة من محرم إلى شعبان قد مضى عليها سنوات وهي كافية لاستيعاب المقررات والاختبارات ما هي الحاجة إلى تطويل مدة الدراسة إلى رمضان وتأخير الاختبارات إلى شوال؟؟

وإذا كان الصيف وحده مزعجا بالنسبة للدراسة ولهذا جعلت الأجازات الكبرى في الصيف فكيف إذا أضيف الصيام إلى الصيف وحرارته؟؟ وكيف يستطيع التلاميذ الصغار الانتظام في الدراسة في رمضان وأهلهم نيام في ذلك الصباح الباكر؟؟ وهل نضمن ألا يكثر الغياب في هذه الفترة التي تسبق الامتحانات وما هو مصير أجازات أولياء أمور الطلاب مع بدء أجازة أولادهم مع بدء موسم الحج في كثير من مدن المملكة الكبرى؟؟

إن لبلادنا ومواسمنا الدينية وضعا خاصا يفرض علينا أن يكون لنظام الدراسة عندنا وضع خاص أيضا يساير هذه المواسم وطبيعة حياتنا الاجتماعية ولا داعي لارتباطنا بالفصول أو الأشهر غير العربية إلا إذا وافقت مواسمنا تماما.

ومن ثم فإننا نضع اقتراحنا بأن يستمر نظام الدراسة ونظام الامتحانات والأجازات على ما هو عليه الآن من أواخر ذي الحجة إلى أواخر شعبان من كل عام إلى أن يدور الزمن دورته وتصبح مواسمنا الدينية من صيام وحج في غير أشهر الصيف حيث يمكن استمرار الدراسة خلال أكثر أيام هذه المواسم، وتأتي الأجازة الكبرى في الصيف.

نضع هذا الاقتراح تحت نظر المجلس الأعلى لسياسة التعليم عندنا لمناقشته مع المختصين ودراسة الإثار المترتبة على استمرار الدراسة في رمضان ثم مجيء الامتحانات في شوال والاستماع إلى مديري المدارس والموجهين التربويين والمدرسين وبعض الطلاب وأولياء الأمور للخروج بالرأي الأصوب بدلا من الدخول في تجارب ثبت فشلها ونضطر للعدول عنها.. والله الملهم للصواب.