تقويم "أم القرى" و "إمساكية شهر رمضان" اللذان تصدرهما مطبعة الحكومة كانا مضرب المثل في الدقة والضبط، فاكتسبا بذلك شهرة استطاعت أن تقضي على كل منافس إذ أصبح تقويم أم القرى يباع بست ريالات بينما لا يروج سواه بريالين فقط، وإذا أصدرت أي مطبعة تقويماً كان تقويم أم القرى هو المفضل لا يقتني سواه إلا عند عدمه وإذا بحث الصائمون عن إمساكية لا يسألون إلا عن الإمساكية التي تصدرها مطبعة الحكومة.

هذه الشهرة يرجع تاريخها إلى العصر الذي كان يقوم بحساب هذا التقويم، وتلك الإمساكية الشيخ عبد العزيز ريس – يرحمه الله – ثم خلفه في الحساب الشيخ محي الدين كرنشي وظلت الثقة في تقويم أم القرى وإمساكية أم القرى راسخة في أذهان الناس حتى الآن على الرغم من هذا الخلط والارتباك الذي لازمهما في السنوات الأخيرة.

فمنذ سنوات والكل يلاحظ أن الصوم والحج – وهما محك صحة الحساب – لا يوافقان حساب الإمساكية والتقويم ومع ذلك كنا نلتمس لحاسبهما عذراً هو الغلط الطبيين فأصبح شهر شعبان في هذا العام ثمانية وعشرين يوماً!! ومن يدري فقد يكون في العام القادم سبعاً وعشرين وهكذا حتى يصبح بعد سنوات خمساً وعشرين!!

وتقويم أم القرى وإمساكية مطبعة الحكومة، هما التقويم والإمساكية الرسميتين ووجود الغلط المتكرر فيهما أمر يستدعى اهتماماً خاصاً من مطبعة الحكومة التي تصدرهما حرصاً على الثقة الغالية، والسمعة الطيبة المكتسبة من العهد الأول إذ أن فقدهما خسارة فادحة لا يستهان بها.

ونحن بهذه المناسبة – نقترح على مطبعة الحكومة ألا تكتفي بفلكي واحد في حساب تقويمها وامساكيتها بل تطلب إلى ثلاثة على الأقل ممن اشتهروا بعلم الفلك للاشتراك في حسابهما لتكون نتيجة حسابهم أقرب إلى الصحة.

فإلى القائمين بإصدار هذا التقويم والإمساكية نتوجه بهذا الاقتراح راجين أن يوضع موضع الاهتمام حرصاً على الصالح العام وصيانة لسمعة التقويم التي نعتقد أنها ليست مقصورة على داخل البلاد بل تعدت إلى خارجها إذ أننا لاحظنا كثيراً من الحجاج الوافدين من أقاصي المعمورة يسألون في موسم الحج عن تقويم العادي الذي لا ينجو منه إنسان ونأمل أن يصلح الغلط ويتدارك الخطأ في عام قابل بيد أن الأمر خرج عن الغلط العادي إلى الغلط الفاحش وبلغ السيل الزبى وجاوز الحزام أم القرى رغبة في اقتنائه فماذا يقولون – بالله – إذا لاحظو أن شعبان عندنا ثمانية وعشرون يوما؟!