القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 184 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الاثنين, 05 سبتمبر 2011 00:01

شجون حول مكة

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

ذكرتني كلمة الدكتور أحمد حسين العقبى بهذه الصحيفة 8/2/1401 والتي أشار فيها إلى ما فعلت أيدي التوسعة والمواقف بالتراث الحضاري الذي خلفته لنا أجيال من الرجال الصالحين خلال أربعة عشر قرناً من الزمان بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم.. ذكرتني بل أحزنتني ما تفعله نفس الأيدي عندنا بمكة ومنى من دثر للمعالم التاريخية والآثار الإسلامية وتمزيق لأوصالها وتشويه لبقاياها كل هذا من أجل السيارات وراكبي السيارات.

إن من يعرف منى مثلاً قبل عشر سنوات كيف كانت تبدو في زحمة الحج من جمال وتنسيق ونظافة وإضاءة يعجب لما أصبحت عليه من (شقلبة) في المعالم وقذارة ومياه سائلة وحجاج نيام في الشوارع وعند الجمرات وعلى الجسور فلا شارع الجمرات هو شارع الجمرات أيام زمان ولا سوق العرب هو سوق العرب ولا شئ بقى كما كان وسبحان من له الدوام ولكن مع الأسف لم يتبدل إلى الأفضل.

وما كان حول المسجد الحرام بمكة هو الآخر تبدل وفعلت فيه تلك الأيدي ما فعلت والبقية تأتى ولا هناك من يسأل فالكل يهتم بالسيارات ومواقف السيارات، أما التنسيق.. أما الجمال.. أما الحفاظ على التراث فإن هذه أمور ثانوية.

أذكر بهذه المناسبة عندما كنا نجتمع مع الشركة الاستشارية التي كانت تدرس تطوير وتخطيط مكة المكرمة والمدينة المنورة أن مهندس الشركة الذي كان يشرح لنا وجهة نظر الشركة في تخطيط المدينة قال إن منظر المسجد النبوي بقبابه ومآذنه وهي تبدو للقادم من مكة المكرمة من أبيار على وما قبلها ينبغي أن يظل هذا المنظر الرائع وأن يراعى في التخطيط الجديد ألا يقوم بناء يغطى هذا المنظر القائم الآن.

هكذا مهندس إنجليزي كان حريصاً على الاحتفاظ بهذا المشهد ونصحنا بالحفاظ عليه بينما يقوم مهندسونا – غفر الله لهم – وهم يخططون لمكة ومنى فلا يفكرون في الحفاظ على شيء بل يصنفون للهدم والإزالة وتوسعة الشوارع وزيادة المواقف..

لقد كان المفروض أن تخطط مكة جديدة وتترك مكة القديمة بتراثها وتاريخها وأزقتها ومبانيها كما هي فقد شاهدنا في الأندلس كثيراً من الأحياء القديمة والقصور التاريخية ما زال الأوروبيون يحتفظون بها وهي ليست من تراثهم بل من تراثنا نحن ولكنه العلم.

ومثل ذلك في اسطنبول فإن كثيراً من شوارعها الضيقة المرصوفة بالأحجار لا تزال باقية كما هي ومساجدها التاريخية لم يهدم منها مسجد من أجل توسعة شارع أو إحداث موقف للسيارات.

أما نحن هنا فرحمة الله على أي أثر يقع في طريق أي مشروع أو توسعة شارع وليتنا بعد ذلك وجدنا شوارع جميلة منسقة تسر الناظرين ومن يدع ذلك فليتفضل ليريني أي شارع أصبح أجمل مما كان عليه؟ القشاشية؟ سوق المعلاة؟ حارة الباب؟ جرول؟ شارع الجمرات بمنى؟ شارع سوق العرب؟!!

معذرة فإنها شجون أثارها الأخ الدكتور أحمد العقبى بكلمته عما يجرى بالمدينة المنورة لعل الأخوة هنا بمكة وهناك بالمدينة يتدراكون ما بقى والله المستعان.

خطوطنا العزيزة

لا تزال الخطوط السعودية الجوية تنادى الركاب عبر إعلانات لها في الصحف (لا تزاحم عند الصعود إلى الطائرة) تنادى وهي تعرف مسبقاً أن هذا الكلام لا يجدي وأنها كمن يؤذن في مالطة أو ينفخ في قربة مخروقة.

والحل في يدها وقد نادينا نحن وغيرنا بتنفيذه ولكن الخطوط وضعت أصابعها في أذانها لاجئة إلى هذه النداءات غير المجدية كما أسلفنا.

نعم إن الحل بسيط ولا يكلف جهداً يذكر فعندما يجرى وزن العفش وسحب التذكرة يعطى الراكب بطاقة الصعود إلى الطائرة، هذا هو المتبع الآن والزيادة المطلوبة الآن فوق هذا الإجراء هي أن يضع الموظف رقم المقعد على بطاقة الصعود ومثل هذا الإجراء لا يستغرق أكثر من ثانية ولكن له فوائد عديدة: أولها الخلاص من هذا التزاحم عند صعود الطائرة وثانيها وهو الأهم حصول العائلة الواحدة على مقاعد متجاورة وخاصة النساء والأطفال الأمر الذي يسبب الآن كثيراً من المتاعب للمضيفين والمضيفات عندما تصعد الأسرة الواحدة فلا تجد إلا مقعداً هنا ومقعداً هناك وترفض المرأة أن تجلس بجوار رجل أجنبي ويرفض الطفل أو الصبي الجلوس بعيداً عن أمه..

فلماذا نترك الحل الذي بأيدينا ونطلب الحلول من الركاب وهم لا يملكونه لأن التزاحم ضروري للحصول على مقاعد متجاورة ومن المؤكد لو حصل الراكب على رقم مقعده مسبقاً لن يزاحم ولن يسابق.

فهلا عجلت خطوطنا العزيزة بهذا الإجراء..

معلومات أضافية

  • العــدد: 26
  • الزاوية: كل خميس
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: المدينة
المزيد من مواضيع هذا القسم: « هدايا قيمة... صورة مرورية »

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا