القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 172 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الأربعاء, 07 سبتمبر 2011 19:36

الافتتان بالمجربين

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

منذ أيام قرأت كلاماً عجيباً من حصاد هذا الزحف وثمرة ذلك الانسياق.. هذا الكلام نشرته جريدة الجزيرة الغراء بعد أن كتبه الأستاذ عبد الله نور بعددها الصادر تاريخ 18/10/85 هـ أنقله هنا بالحرف:

(وللشباب العربي المعاصر حق معلوم في غرامهم بالكاتب الاجتماعي سلامة موسى بدليل أن سلامة موسى نفسه لا يرقى إلى مستوى العباقرة من كتاب الغرب، ولا إلى الطليعة الساحقة من مفكري وأدباء العرب ولكنه خير من كل هؤلاء عندما يكتب لقرائه لأنه يكشف لهم ذاته بصراحة الأخ المتلمس لمشارف الصواب لأنه بشر مثلهم يكذب ويسرق ويمارس العادة السرية ويسقط إلى مساقط الخفقي).

وملاحظتي هنا على قول الكاتب (ولكنه خير منهم) وهو يعني عباقرة الغرب ومفكري وأدباء العرب. ولماذا لأنه يعترف لقرائه بأنه بشر يسرق ويكذب ويمارس العادة السرية وأنا لست هنا بسبيل التحقيق عن صحة ما قاله الكاتب عن سلامة موسى لأني لست من قرائه ولا المعجبين به والحمد لله ولكني بسبيل المقياس الذي اتخذه الكاتب معيارا للتفضل وهو الاعتراف بالجريمة فسلامة موسى في نظره خير من عباقرة الغرب ومفكري وأدباء العرب عموماً لأنه يقص على قرائه قصص مفاسده ومباذله وكأنه يقول لهم: ها أنذا أمارس كل الرذائل ومع ذلك ما زلت رجلاً محترماً مرموقاً احتل مكاناً رفيعاً في المجتمع وأتولى القيادة ولم ينقص ما اقترفته من مفاسدى ورذائل من مقامي بين الناس.

ومثل هذا الحكم – بلا شك – نوع من الافتتان الذي يتجاوز الإعجاب.

ولم يقف الكاتب عند حد الافتتان بسلامة موسى فقط واعتباره خيراً من مفكري وأدباء العرب بل قال عن مكيافللي إنه ما زال موضع خلاف بين الناس وسيختلفون فيه إلى لابد فبماذا كان شيطاناً رجيماً أو ملاكاً رحيماً مهما كانت الأفكار التي نشرها.

إلى أن يقول (فالعطاء التوجيهي من كان أنوفاً) (وجان جاك روسو خير ما يطلب في التوجيه والتوعية) ولا أدري أين صنف الكاتب توجيه القرآن وتوجين محمد وأصحاب محمد -عليه الصلاة والسلام-، ولا أدري أيضاً هل يعرف هؤلاء المفتونون بسلامة موسى وجان جاك، وكان أنوفاً ويبشرون الناس بأفكارهم.. هل يعرفون عن أفكار محمد وأبو بكر وعمر وعلي ومعاوية وعمرو بن العاص وخالد بن الوليد ودهاة العرب مثل ما يحفظون من أفكار هؤلاء الغربيين؟ وهل يبشرون بها لو أتيحت لهم الفرصة؟ أم أنهم يريدن بث أفكار سلامة موسى وجان جاك روسو ومكيا فللي وأمثالهم كدليل على التقدمية وسعة الأفق ورفعة الثقافة؟!

إنها فتنة أرجو أن تتنبه لها صحفنا حماية للجيل الجديد من الافتتان والإعجاب بالأفكار المخربة والآراء الهدامة.

وفي نفس العدد رأي آخر للكاتب يكاد يكون أعجب من رأيه الأول. تعرض فيه لآراء بعض كتابنا وأدبائنا في الجمعيات النسوية وما أريد أن أدافع عن أصحاب الرأي فهم أقدر مني على التعقيب عليه ولكني أود التعقيب على نظرية جاءت في كلامه أرسلها إرسالاً إذ يقول: (وبصرف النظر عن أنه لا فرق بين الجمعيات النسائية والمدارس النسائية إلا أن الجمعيات تؤدي الخدمات الاجتماعية والثقافية للأسرة).

وفي رأيي أن هناك فرقاً كبيراً بين الجمعيات النسوية والمدارس النسوية فالأولى لإزجاء الفراغ وقتل الوقت وربما انصرفت عن الواجبات. واجبات البيت الزوج.. الأولاد.. أما الثانية فإنها ضرورة تمليها الحياة وفرق كبير بين وسائل الترفية ومستلزمات الحياة.

وكلمة أخيرة تعقيبية على استشهاد الأستاذ نور بكلمة المؤرخ "ول دورانت" التي قال فيها إن حضارة العالم قامت على قلب وعقل الرجل، والمرأة معاً فلو أن الأستاذ الكاتب درس الإسلام بقدر دراسته لأفكار مفكري الغرب لوجد أن القرآن قد سبق إلى القول بأن عمارة الكون قامت على الرجل والمرأة والشواهد في القرآن على ذلك كثيرة يحضرني منها الآن: ﴿يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا و ﴿هو الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء.

غير أن عمارة الكون وقيام الحضارة لا يستقيم ذلك إلا إذا مضت سنة الخلق في طريقها الطبيعي فأدى الرجل وظيفته وأدت المرأة وظيفتها ولم تتدهور الحضارة في الغرب والشرق، وتعم الفوضى وينتشر الفساد وتنحدر القيم والأخلاق إلا عندما انقلبت الموازين فاغتصبت المرأة وظيفة الرجل وتركت وظيفتها بغير خلف وعجز الرجل أمام سحر المرأة وغوغاء أنصارها عن الدفاع عن نفسه أو حتى الصمود في مكانه فتقهقر إلى الوراء بل تحول بعض الرجال إلى أبواق تدعو إلى حرية المرأة ومساواة المرأة وحشر أنف المرأة في كل شئ حتى ما لم تخلق له.

وأخيراً فإن تمجيد سلامة موسى وأمثاله من أعداء الإسلام وأعداء المثل العليا والأخلاق والفضيلة دعوة سافرة لتمجيد مبادئ هؤلاء والاقتداء بهم واعتبارهم مثلاً أعلا.

فهل لي أن أرجو المسئولين عن تحرير صحفنا التنبه لمثل هذه الرسائل.

نصيحة إلى فتياتنا

تدور هذه الأيام مناقشة كلامية بين بعض الشباب والشابات حول حرية الاختيار للفتاة في اختيار شريك حياتها كما يسمونه في التعبير الحديث أو زوجها كما نسميه نحن المتخلفين.

وما كنت أريد أن أقتحم هذا النقاش الذي لا ناقة لي فيه ولا جمل لولا عبارة وردت في كلمة أخيرة نشرتها عكاظ للآنسة – كما أعتقد – زكية باحارث تقول فيها:-

أما الآن وقد أصبحت الفتاة على قدر كبير من الوعي فلا ترضى أن تزف إلى شخص دون أن تراه أو يراها.. وهذا هو الشرط الذي يجب أن نؤيده جميعاً".

والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن الآن هل ستقف فتياتنا عند هذا الطلب – أو هذا الشرط على حد تعبير الكاتبة أم أن تطورنا سيزداد مع مر الأيام وتطالب الفتاة غداً بعدم الاكتفاء بالرؤية الجامدة بل لابد من التعارف والتلاقي.. ودراسة الشخصية والتأكد من تقارب الأمزجة، وتوافق الآراء؟

في اعتقادي أنا أننا نمضي بسرعة في تقليد المدنية الغربية الزائفة ونسابق الزمن بدليل أننا قبل سنوات قليلة كان مجتمعنا يحرم على الفتاة أن تخوض في البيت في أمر من أمور الزواج ومقدماته فأصبحت الفتيات – لا الأمهات ولا المربيات – يخضن في هذا على أوسع ما يكون لا في مجالسهن الخاصة بل على صفحات الجرائد.

وكنا قبل سنوات قليلة نطالب بما حث عليه الشرع من السماح للخاطب برؤية مخطوبته قبل العقد فكانت تقابل دعوتنا هذه بالاستنكار والاستقباح..

فنواجد الآن بيننا من ينادي بوجوب رؤية المخطوبة لخاطبها أي أننا انتقلنا من أقصى اليمين في التحفظ إلى أقصى اليسار في التحرير خلال بضع سنوات فقط.

ولن تمضي بضع سنوات أخرى – لو مضينا بهذه السرعة – إلا ونكن قد وصلنا إلى ما وصلت إليه البلاد المتحررة من تدهور وتحلل.

ونصيحتي الخالصة هي أخواتي الفضليات – وكل بنات هذه المملكة أخواتي – ألا ينسقن وراء النظريات التحررية وبريقها الخادع فما انخدع مجتمع بهذه النظريات إلا وانتهى به المطاف إلى الانحدار والتردي في مهاوي الرذائل والمفاسد التي عز عليه الارتفاع منها بعد فوات الأوان.

وليتأكدن أن الضحية البريئة لكل هذه النظريات هي المرأة وحدها وما هذه النظريات إلا شباك تنصب لإغواء المرأة والانحراف بها عن الطريق المستقيم إلى مختلف الطرق المعوجة لتيسير إيقاعها في الشباك المنصوبة لها هنا وهناك.

فالنداء بحق المرأة في المساواة وحق المرأة في الحرية، وحق المرأة في العلم، وحق المرأة في العمل كلها شباك وكلمات حق أريد بها باطل هدفها الحقيقي مجرد الاستمتاع بالمرأة بمختلف الوسائل والطرق والأنكى من ذلك أن ترتكب هذه الجريمة فى حق المرأة باسم الحفاظ على حقوقها.

فالإسلام أعطى المرأة كل هذه الحقوق وضمنها لها في نطاق الحفاظ على كرامتها وحيائها وعفتها وظل المجتمع الإسلامي بشقيه – الرجل والمرأة – نظيفاً طاهراً محافظاً على العفة والكرامة والحياء قرونا عديدة حتى جاءنا الغرب بدعواته المنحرفة، ونظرياته ومدنيته الزائفة محرفاً الكلم عن مواضعه ملبسا الحق بالباطل فاختلط الحابل بالنابل ودرست معالم الطريق الحق وتاهت المرأة في متاهات لم تعد معها قادرة على العودة إلى الطريق المستقيم.

معلومات أضافية

  • العــدد: 143
  • الزاوية: كل خميس
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: المدينة

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا