القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 152 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الأربعاء, 07 سبتمبر 2011 19:46

المواصلات الداخلية والمرور

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

لاحظت أثناء توجهي إلى المسجد الحرام في ليالي رمضان أن أكثر السيارات التي تتجه إلى المسجد لا تحمل أكثر من راكب واحد قد يكون هو السائق وهذا هو السر في أزمة السير وزحمة المرور في المناطق حول المسجد الحرام ولا أعتقد أن في وسعنا إعداد مواقف للسيارات بعدد القاصدين إلى المسجد حتى ولو هدمنا كل بيوت مكة ومتاجرها.

أما السر في ذلك – في نظرنا على الأقل – فهو عدم وجود مواصلات داخلية – خط بلدة – منتظمة تيسر للمواطنين الوصول إلى المسجد، فلو توفرت هذه المواصلات بشكل منتظم لاستغنى الكثير عن الوصول إلى المسجد الحرام بسياراتهم لاجتناب مشكلة التوقيف حول المسجد والتي كادت أن تكون مستحيلة في العشر الأواخر من رمضان وستكون في موسم الحج أصعب وأكثر استحالة.

منذ عشرين سنة والمجلس البلدي بمكة ينادي بضرورة إنشاء هذه المواصلات ويضع لها الأنظمة والتعليمات بحيث تكون مؤسسة واحدة ملتزمة وعمل منتظم كافياً لها في البلاد العربية بدلاً من هذه الفوضى في المواصلات القائمة على ملكيات فردية لا مسئولة تحول اتجاه سياراتها كما يحلو لها وتنقلها من خط إلى خط بل من مدينة إلى مدينة وخاصة في أوقات الضرورة القصوى وهي المواسم حيث تتجه إلى السوق الأربح من نقل المعتمرين أو الزائرين وعلى من يريدون الانتقال داخل البلدة العفاء.

هذا هو الدافع لهذه الكثرة من السيارات التي تملأ شوارع مكة وغيرها من المدن سيراً ووقوفاً إذ اضطر كل مواطن أن يقتني سيارة بالدين أو التقسيط وربما التسول لقضاء حوائجه طالما أنه عاجز عن قضائها بأي وسيلة أخرى.

يضاف إلى ذلك عدم وجود مواصلات توصل الطلاب إلى مدارسهم الأمر الذي اضطر القادرين بل وغير القادرين على اقتناء سيارات لأولادهم، وعدم وجود مواصلات كافية لإيصال الطالبات إلى مدارسهم وإعادتهم منها إلى بيوتهم بل حشرهم في أتوبيسات لا تكفي ربع العدد مهما دفع بعض الآباء إلى شراء أو استئجار سيارات لبناتهم رحمة بهن.

كذلك موظفوا الدوائر الرسمية لا يجدون مواصلات منتظمة تضمن وصولهم إلى دوائرهم وعودتهم إلى بيوتهم في المواعيد المحددة.

زد على ذلك سيارات النقل – الونيتات – من مختلف الأحجام التي اتخذها أصحابها وسيلة مواصلات لهم إلى المسجد أو الأسواق لقضاء حوائجهم الأمر الذي لم نر له مثيلاً في أي بلد عربي ولا غير عربي فتملأ المواقف وتحتل أكبر مساحات فيها وهو وضع شاذ لا مثيل له كما أسلفنا فالمفروض أن تكون المواقف لسيارات الركاب فقط وليس لسيارات النقل أيضاً ومن يشاهد رجال المرور وهم يعانون في سبيل إيجاد مواقف لهذه السيارات لا يسعه إلا أن يرثي لهم ويسأل الله لهم العون.

هذه هو العوامل الحقيقية لأزمة المرور عندنا وليس ضيق الشوارع كما يتصورون ففي البلاد العربية المجاورة بل وفي تركيا وبعض من مدن أوروبا شوارع أضيق من شوارعنا ولكن ليس عندهم هذه الأزمة التي من صنع يدنا.

إننا في حاجة شديدة إلى قيام مؤسسة للنقل الداخلي تنقل المواطنين داخل البلدة بصورة منتظمة وإلى مواصلات خاصة وافية كافية للطلاب والطالبات وأنا كفيل بعد ذلك بحل أزمة السير دون اللجوء إلى هدميات وتوسعات وخراب بيوت وتشريد مواطنين فإلى وزارة الداخلية ووزارة الشئون البلدية والقروية أتوجه بهذا الرجاء والله الموفق.

معلومات أضافية

  • العــدد: 148
  • الزاوية: كل خميس
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: المدينة

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا