السباق بين النمو والتوسعات...
هل تستطيع هذه الهدميات والتوسعات أن تواكب هذا الزحف في زيادة عدد السيارات وعدد الحجاج؟..
وهل استطاعت هذه التوسعة الضخمة التي لم تخطر بالبال على المسجد الحرام فضاعفت مساحته أضعافا مضاعفة.. هل استطاعت هذه التوسعة أن تحقق للحجاج سعة مريحة أم لا زال الزحام هو الزحام.
لا أظن أن أحدا يستطيع الرد على ذلك بالإيجاب.. ولهذا فإننا نتساءل: وإلى أين؟ وما هي النتيجة؟ وما هو الحل الصحيح؟
بالنسبة للتوسعات والتحسينات يمكنها أن تواكب النمو السكاني الطبيعى لا أقل ولا أكثر. أما النمو الحجاجي فلا أعتقد أن في وسعنا مواكبته بحال من الأحوال.. والحل الصحيح لهذه المشكلة هو تحديد عدد الحجاج الذين نستطيع استقبالهم في حدود تحمل المناطق التي حددها الله وفقهاء الإسلام لأداء هذه الفريضة التي فرضها الله في العمر مرة واحدة.
والمسجد الحرام طبعا هو أحد المشاعر المحددة التي يجب أن يحدد عدد المصلين بها والتي تنسحب توسعته على كل المشاعر التي تليه وعلى المناطق المحيطة به وهي سلسلة سنظل نتعب في توسعتها باستمرار دون وصول إلى الغاية التي نريد ولا يكلف الله نفسها إلا وسعها.
أما بالنسبة للسيارات فإن لمشكلتها حلان: الأول هو القضاء على هذه الفوضى في المواصلات الداخلية والتي تضطر المواطنين والوافدين والعاملين إلى الزيادة في استملاك السيارات حتى أصبح لكل بيت أكثر من سيارة بل لكل شقة أكثر من سيارة...
ففي كل أرجاء الدنيا تصدر رخص سيارات الأجرة ويحدد لكل سيارة المنطقة التي يجب أن تعمل فيها والخط الذي تسير عليه ولا يجوز لها الانتقال إلى غيره إلا بترخيص جديد.. وليس كما هو الحال عندنا.. فسيارة جدة تعمل في مكة والرياض والدمام.. وسيارة الرياض تعمل في كل المناطق مثل سيارة مكة.. والأنكى من ذلك أن السيارة الواحدة تعمل أحيانا على الطرق البرية وأحيانا أخرى داخل البلدة.. وليس هناك أي توازن أو تنسيق يمكن على ضوئه إعطاء كل حاجة استحقاقها ليتواجد الاكتفاء وتسير كل سيارة في الموقع المحدد لها وليس على كيف السائق أو مالك السيارة الذي يجري وراء الربح فقط..
1- فالحل هو تنسيق عمل جميع سيارات الأجرة وتوزيعها حسب حاجة المواطنين وتحديد منطقة العمل لكل سيارة.. فلا تعمل سيارات الخطوط البرية في داخل البلدة ولا العكس لتكون لدينا مواصلات منتظمة تغني الكثيرين منا عن استعمال سياراتهم الخاصة والذهاب إلى أعمالهم والعودة منها على المواصلات العامة، فلا تحتاج إلى هذه المواقف الجنونية، أما الحوادث التي يريد المرور تلافيها بهذه المطبات فإنها ليست مقصورة على مناطق خاصة بل تكاد تكون في كل الشوارع، كما أن السرعة ليست هي السبب الوحيد للحوادث، بل هناك جهل السائقين بقواعد السير وطيش البعض وتسريح البعض الآخر.
2- جميل جداً هذه الحملة ضد الخنفسة في المدارس وشكرا لله ثم لوزارة المعارف والجامعات جميعها.. ولكن من للخنفسة في الدوائر الحكومية؟ والموظفون هم الكبار الذين يقتدى بهم الطلاب، أعرف مديرية عامة المنطقة تتفشى الخنفسة في كبار موظفيها.. فمن لخنفسة هؤلاء الموظفين؟ لأنهم هم القدوة السيئة..
3- منذ سنوات وكلما جددنا إشارات المرور الضوئية تلحق أختها في العطل والخراب، فهي لا تلبث أن تعمل ونصفق لها، ونرتاح من إشارات الجنود الملخبطة إلا وتتعطل ثابتة ولا أدري أذلك ناتج عن سوء إدارة؟ أو سوء صناعة؟ أم سوء مقاولة؟
إن وجود الإشارات أفقدنا وجود الجنود الذين يحسنون إعطاء الإشارة بأيديهم كما يجب، ولهذا فإننا نرجو من المديرية العامة للمرور إما إشارات صالحة كالتي نراها في بلاد الدنيا وإلا إلغاءها والعودة إلى الإشارة باليد أو الإشارات المتحركة باليد فذلك أفضل.
معلومات أضافية
- العــدد: 162
- الزاوية: كل خميس
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: المدينة
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.