القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 157 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الخميس, 13 أكتوبر 2011 14:53

إلى متى التعلق بالضغط الأميركي؟!

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

لسنا مع «الرافضين» لمبادرة السلام المصرية ولكننا كنا نتوقع هذه النتيجة التي تمخض عنها المكر اليهودي والخداع الصهيوني!

فمن قرأ تاريخ اليهود في تلمودهم وفي مؤتمراتهم وفي ماضيهم ابتداء من نقضهم للعهود في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى اضطر عليه الصلاة والسلام إلى جلائهم عن المدينة بعد اكتشاف خياناتهم وغدرهم وتخريبهم وإطماعهم من قرأ هذا كله أو بعضه لا يمكن أن يتوقع من اليهود خيراً.

ولكننا استغربنا أن يقدم السادات على تلك المبادرة وهو أعلم الناس بماضي اليهود وحاضرهم وأخلاق حكامهم.. نعم استغربنا ولكن لم نلمه لأن له هدفاً أخر – حسب تصورنا – وهو كسب الرأي العام العالمي إلى صف العرب الذين شوهت الصهيونية العالمية سمعتهم بما لها من نفوذ في أمريكا وأوروبا وصورتهم وحوشاً ضارية لا يريدون سلاماً ولا يعرفون سلاماً وأن هدفهم الوحيد هو تدمير إسرائيل وإبادة اليهود..

ولكن مبادرة الرئيس السادات أثبتت للعالم مدى كذب اليهود وافتراءهم على العرب كما قضت حرب رمضان على خرافة جيش إسرائيل الذي لا يغلب وخط بارليف المنيع.

ولقد بلغت القحة والصفاقة بالمفاوض الإسرائيلي أن يدعى الرغبة في السلام ثم يرفض الانسحاب من الأراضي المحتلة كلها وما ينسحب منه يترك فيه مستوطنات تتبع حكمه ولا يدرى بأية عقلية يجلس مثل هؤلاء على مائدة المفاوضات؟ إنها طبيعة المكر اليهودي في جميع الأزمان.

ولقد كشف الرئيس السادات في خطابه الأخير أن قادة إسرائيل يقولون أن الطرفين أى اليهود والعرب – في حاجة إلى نمو العلاقات الطبيعية بينهما من الآن وقبل إقرار السلام أى أنهم يطلبون نتائج السلام مع احتلال الأرض وهي محاولة لاستغفال العرب وكأنهم أطفال سذج!

وفي اعتقادنا أن ما دفع إسرائيل إلى هذا التصلب والصلف هو الأول وفي الدرجة الأولى موقف أمريكا عبر تصريحات الرئيس كارتر المتناقضة فبينما أنه يؤمن بضرورة السلام ويدعو إليه ويعد ببذل كل جهد في سبيله يصرح عقب ذلك أنه لا يريد أن يضغط على إسرائيل أو يفرض عليها أمراً ولو كان عدلاً وحقاً صريحاً.. وبينما ينادى بضرورة قيام الوطن الفلسطيني وحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وفقاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وحقوق الإنسان يصرح عقب مقابلة بيجن أن قيام الدولة الفلسطينية خطر على السلام وهو بلا شك يردد مزاعم بيجن المضللة..

هذا هو الدافع الأول للصلف والتعنت اليهودي، أما الدافع الثاني فهو ما نشأ من مهاترات وتصدع في الجبهة العربية وقد كان يسع الجميع ما وسع مملكتنا الرشيدة من المعارضة الحكيمة الرزينة وانتظار النتائج التي لم يكونوا ملزمين بها بطبيعة الحال..

وفي الأفق السياسي هذه الأيام مفارقتان عجيبتان أولاهما ما يتردد عن موافقة الأردن أو شبه موافقته على الانضمام للمفاوضات الجارية الآن عن السلام وإصرار أمريكا على ذلك على الرغم من أن الجو العام لا يشجع على هذا الانضمام مادام صاحب المبادرة الشجاعة لم يحصل حتى الآن على شيء ولا تزال إسرائيل عند موقفها القديم..

لا انسحاب بالكامل.. لا اعتراف بحقوق الفلسطينيين.. ولا قيام دولة فلسطينية..

أما المفارقة الثانية فهي هذا التعلق العربي بالخيط الرفيع الذي هو عبارة عن ضغط أمريكا على إسرائيل على الرغم من تكرار ترديد الإدارة الأمريكية بمناسبة وغير مناسبة أنها لا تنوى الضغط على إسرائيل..

أليس هذا التعليق صورة من صور الضغط؟ لماذا لا يطلب من أمريكا أن تقول كلمة الحق فقط ثم لا تتراجع عنها كما تفعل الآن..

تقول كلمة الحق وتثبت عليها ثم تقف محايدة..

أما موقفها الحالي بتصريحاته المتناقضة فلن يؤدى إلا إلى تعنت إسرائيل ويدفعها إلى مزيد من الطمع الجشع واغتصاب حقوق العرب..

وفي اعتقادنا أن التضامن العربي وحده هو الكفيل بإنجاح المبادرة المصرية بإحدى الحسنيين: تحقيق السلام العادل أو الانتصار في حرب استرجاع الحق السليب..

فهل يفعل العرب ذلك؟..

نرجو..

معلومات أضافية

  • العــدد: 110
  • الزاوية: رقيب اليوم
  • تاريخ النشر: 21/2/1398ﻫ
  • الصحيفة: الندوة

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا