القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 157 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الأحد, 13 نوفمبر 2011 16:43

فرقوا شمل هذه الجامعة؟

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

.. نعم فرقوا شمل هذه الجامعة فلم يعد لها أي جدوى، ومن العبث الصرف عليها واتخاذ دارها مقراً لمن يبحثون عن لقمة العيش.

لقد أذاعت وكالات الأنباء تصريحاً للأمين العام للجامعة يقول فيه "أنه لا جدوى من اجتماع الجامعة العربية لبحث قضية اليمن".

وهو كلام واقعي فالجامعة العربية أعجز من أن تقول لعبد الناصر: لا.. فضلاً عن أن تأمره بأمر..

بل ليس في دول الجامعة من يستطيع أن يضع الجرس في عنق القط فما الفائدة إذن من اجتماع مجلس الجامعة؟!

إنه تصريح من الواقع لا تنقصه الصراحة ويستحق عليه الأمين العام كل التقدير وكل الإكبار.

ولكنه واقع مرير.. لا يمحو مرارته إلا أن يحمل كل عضو في الجامعة حقيبته ويرجع إلي بلاده باحثاً عن مصلحتها..

عندما انفصلت سوريا عن مصر باختيارها كما أتحدث باختيارها راحت القاهرة تشن الحملات وتحرض الشعب السوري على حكومته وترسل المتفجرات وتستأجر العملاء وتثير الفتن عملاً على عدم الاستقرار.

وضاقت سوريا ذرعاً ورفعت شكوى إلي الجامعة العربية وعقدت الجامعة مجلسها في شتورة واستمع الأعضاء إلي الدعوى والدفاع وأفحم المدعي خصمه وثبتت الجرائم وكاد المجلس يدين المجرم فإذا به يقلب القضية ظهراً على عقب، ويصبح هو المدعي وهو صاحب الحق ويعتمد على الصراخ والضجيج والانسحاب حتى يعطي له الحق بدلاً من أن يؤخذ منه.

ويلوذ الأعضاء المحترمون جميعهم بدون استثناء بالصمت المطبق ويوافقون على تأجيل الاجتماع إلي أجل غير مسمي ولا يبت في القضية إلي الآن.

وتقوم ثورات هنا وهناك في العالم ويقف عبد الناصر إلي جانبها منذ اللحظة الأولي مما يدل دلالة واضحة إنه ضالع في تدبيرها إن لم يكن هو المخطط لها، ثم لا يتورع أن يعلن ذلك على رؤوس الأشهاد ويعلن أن تلك سياسته وهذه مبادئه وإنه يتعامل مع الشعوب ويحرضها على حكامها الذين لا يسيرون في ركابه ويمدها دائماً بالمتفجرات والسلاح والرجال.

كل هذا يجري على مسمع ومرأى من الجامعة العربية وأعضائها الذين يجالسون ممثلي عبد الناصر ويتبادلون معهم أطراف الأحاديث الودية بينما يدير عبد الناصر من وكره في قصر القبة أشنع المؤامرات وأفظع الجرائم.

ولا يستطيع أحد أن ينبس ببنت شفة والأدهى والأمر أن يقف عبد الناصر أكثر من مرة خطيباً في شعبه يشتم حكام العرب وزعماءهم من المحيط إلي الخليج إلا قليلاً منهم، ثم لا يستحي أن يحرض الجيوش على التدخل في الحكم وإقصاء رجاله عنه والاستيلاء على مقدرات البلاد الثقافية والاجتماعية والاقتصادية ولو كانوا من أجهل الناس بهذه الأمور.

ومع ذلك لا يجد بين أعضاء الجامعة من يقوله له: لا يا سيادة الرئيس.. عليك بنفسك وببلدك تمشيا- على الأقل- مع ميثاق الجامعة الذي نجتمع هنا من أجل تطبيقه..

وجاءت ثالثة الأثافي وهي ثورة اليمن وبصرف النظر عن دوافعها وأهدافها فإنها ثورة تخص اليمنيين وحدهم كما كانت ثورة مصر تخص المصريين وحدهم وثورة العراق تخص العراقيين وحدهم.

لقد نجحت ثورة مصر وثورة العراق دون أن يتدخل أحد من الخارج، وعندما أراد عبد الناصر التدخل في ثورة العراق كادت أن تفشل لولا أن تنبه زعيم ثورة العراق وأخذ بزمام المبادرة وتخلص من أعوان عبد الناصر والعاملين لمصلحته وكان ما كان مما يعرفه القراء من مذابح الموصل وكركوك.

وكان في وسع عبد الناصر أن يقف نفس الموقف الذي وقفته دول الجامعة العربية من أحداث اليمن.. اعتراف.. تأييد مساندة على البعد.. تشجيع.. ولا شيء غير ذلك.

وإذا كانت الثورة نابعة حقاً عن رغبات الجيش والشعب كما يقولون فنجاحها مضمون ولن تستطيع أي قوة من الخارج أن تحول دون تحقيق رغبات الشعب وخاصة إذا ساندتها قوة الجيش.

ولا حاجة بالسيد الرئيس أن يبعث بأسلحته وطائراته وصورايخه ورشاشاته ودباباته وجيوشه وبأعوانه وبعثاته كي يساند بذلك الثوار وتقول أبواقه بكل وقاحة أن هذه الجيوش هي جيوش السلام في اليمن!!

أما أن تظل الثورة محصورة في مدن محددة وتحتاج إلي كل هذا العون الخارجي وعلى هذا المستوى الخطير المدمر يرافق كل ذلك استنجاد واستصراخ وشد الرحال إلي المدد الخارجي من أقصي الأرض وأدناها.. فذلك ما يؤكد أن الثائرين في واد والشعب الذي يتكلمون باسمه في واد آخر.

إننا نعتقد لو أن الشعب اليمني مقتنع بمبادئ هذه الثورة وأهدافها، وواثق من القائمين بها ومؤمن بإخلاصهم ووطنيتهم ومعه جيشه فقط بأسلحته المحلية لاستتب الأمر للثورة بمجرد وقوعها.

فكيف وقد أرسل عبد الناصر كل هذه القوى المدمرة المحرقة المهلكة من الجو والبر والبحر.

إن الحقيقة المرة التي تكشفت عنها أحداث اليمن وعجزت هذه الجامعة أن تخفف من مرارتها ووقف الضمير العالمي منها موقف المتفرج رغم ما يتشدق به دائماً عن حقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير المصير..

الحقيقة المرة هي:

أن شعب اليمن يخوض معركة غير متكافئة يواجه فيها وحده وبأسلحته الأثرية كالخنجر والبندق فئة من الجيش أغرتها الناصرية بوسائلها المعروفة وأمدتها بأخطر أسلحة الفناء والدمار من طائرات وصورايخ ومدمرات وأسلحة حديثة وجيوش جرارة.

ومع ذلك فإننا نتوقع النصر لشعب اليمن لأن روح من يذود عن أخيه وبلاده وتراب وطنه غير روح الغزاة والمأجورين والمرتزقة وخاصة أن ماضي الجيش الناصري حافل بالصورة الهازلة التي صورها الشاعر بقوله:

وفي الهجاء ما جربت نفسي ولكن في الهزيمة كالغزال

وما معركة فلسطين، ومعركة بورسعيد وسيناء والعودة من الكونغو والكويت منا ببعيد..

مرة أخرى.. فرقوا شمل هذه الجامعة وأريحونا من قيام مؤسسة لا تحكم في قضية ولا تحل مشكلاً ولا تتدخل من أجل السلام.

معلومات أضافية

  • العــدد: 1179
  • الزاوية: كل صباح
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: الندوة
المزيد من مواضيع هذا القسم: « الأسعار والصحافة إشراقة عام جديد »

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا