إشراقة عام جديد
مع إشراقة فجر هذا اليوم تكون الندوة قد سلخت أربع سنوات من عمرها - الذي نرجو أن يكون طويلاً وعريضاً.
طويلاً في حساب الزمن.. وعريضاً في معايير الكفاح والجهاد والعمل المثمر نعم نرجو أن يكون طويلاً لأن البقاء دائماً للأصلح، وأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.
ونريده عريضاً لأننا نؤمن إيماناً راسخاً أن الحياة بدون عمل تعتبر حياة تافهة، ومن المصادفة السعيدة أن قدر لنا أن نقتحم باب العمل من أجل الحياة مبكراً وفي سن الثانية عشر بالتحديد..
وليس كل عمل يمكن أن يسمي عملاً مثمراً، ولن يكون النجاح حليف كل عمل ولكن عنصرين هامين إذا توفرا لعمل كفلا له النجاح..
هما الإخلاص.. والإيمان.. والإخلاص الذي لا يشوبه غرض ولا ينحرف به هوي ولا تتلاعب به المصالح..
والإيمان بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان مختلفة.. الإيمان بالله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور الإيمان بأن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون- الإيمان بأن الله يدافع عن الذين آمنوا.. الإيمان بالله ولي الذين آمنوا وعملوا الصالحات الإيمان بأن الله لا يضيع عمل عامل.
ثم الإيمان بالهدف يقود صاحبه إلي مصدره إن خيراً فخير، وإن شراً فشر الإيمان بالهدف عبر طريق نظيف شريف وليس شرطاً أن يكون خالياً من الصعاب والعقبات والأشواك.. الإيمان بالهدف كغاية يتوسل إليها بنبل الوسائل وأكرم الأساليب.
وأخيراً الإيمان بالنفس لا تتزحزح عن مبادئها مهما زادت حلاوة الإغراء أو طفح كيل الإيذاء...
والإيمان بالنفس البشرية يساورها الصواب والخطأ ينبغي أن لا تمعن في ضلال أو تصر على خطأ.
الإيمان بالنفس تنشر الحق دائماً وما عليها إذا انغمس الآخرون في الباطل من رؤوسهم إلي أخمص أقدامهم.. فلكل شيء نهاية ودولة الباطل ساعة ودولة الحق إلي قيام الساعة.
الإيمان بالنفس كبيرة يجب أن تتعب في مرادها الأجسام.
والندوة- وهي في مجال التحدث بنعمة الله – تعترف أن الأربع سنوات التي مضت ليست في حساب الزمن عمراً طويلاً يصح أن تفاخر به ولكن الذي تستطيع أن تفاخر به هو أن هذا العمر رغم قصره كان عريضاً ولكن دون العرض الذي تحلم به وتعمل من أجله.
أما مصدر هذا العرض فإنه ليس كما يظن البعض من أنه عبارة عما قرأوه من نقدات وملاحظات اتسم بعضها بالجرأ وبعضها بالعنف وبعضها بالحماس فذلك ما لا يمكن أن يدور بخلدناً.
ولكن شيئاً واحداً فقط هو مصدر الفخر أو دليله أو مظهره.. الثبات على المبدأ " فلا يمكن أن تصور الندوة الشيء الأبيض بصورة سوداء ولا العكس بالعكس تحكيماً للأهواء أو مسايرة للظروف ولا تختل في يدها الموازين عندما تحتل الرهبة والرغبة أحدى كفيتها
ذلك ما نحمد الله عليه حمداً كثيراً أو نضرع إلي الله في كل لحظة إجابة أن يحفظه عليها.
إن الإمساك- يا عزيزي القارئ بدفة القيادة في ميدان الصحافة.. الصحافة النظيفة الهادفة التي لا تباع ولا تشتري بالهدايا والمكافآت والإكراميات والإعانات عمل ليس هيناً كما يتصوره البعض ممن يعتبرون الصحافة " كلام جرائد " مجرد كلام لا يشترط فيه صدق القول ولا نبل الهدف.. كلام يجعل من الحبة قبة ليجعل من كاتبه الفأر – جبلاً-.. كلام يزيف الصور فيرسم القزم عملاقاً ويسخط العملاق قزماً ليجعل من كاتبه نعامة الحروب، أسداً ضرغاماً يصول ويجول في غير ميدان.. كلام يعتمد على التسرع الذي يسمونه سبقاً صحفياً ولا يهمهم بعد ذلك أن يكون صدقاً أو كذباً أو مجرد إشاعة مغرضة أو دعائية.. كلام لا أخلاقي ينخدع به من يشاء ويضل من يشاء وعلى الجميع العفاء..
ليس هذا صحيحاً فالقيادة الصحفية مهمة شاقة.. وشاقة جداً ينبغي ألا يتصدي لها أي مهوش، أو منافق أو إمعة، أو منحرف، أو ذليل أو كان من سقط المتاع.
إنها قيادة ككل القيادات الأخرى سياسية أو اجتماعية أو أخلاقية إن لم تكن أخطر منها جميعاً.
فاللهم أعنا على أداء هذه الرسالة وأدم علينا نعمة التوفيق، وثبتنا على عقيدتنا وإيماننا وخير عملنا، وجنبنا الزلل واحمنا من العثار واهدنا صراطك المستقيم.
معلومات أضافية
- العــدد: 1201
- الزاوية: كل صباح
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: الندوة
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.