أجل صباح الخير.. فقد أشرقت معه ذكرى مجيدة.. ذكرى فجر جديد لعهد جديد استقبلت به هذه المملكة نهضة مباركة ما تزال تشيد وتبني لهذه الأمة ما يحقق لها السعادة والرفاه.. أو بعض السعادة والرفاه في حدود الطاقة البشرية والطاقة الزمنية.

تلك الذكرى هي ذكرى جلوس جلالة الملك سعود الأول على عرش هذه البلاد فكان ذلك الجلوس بدء لانطلاق مجموعة من نواحي الإصلاح في شتى المرافق ولو أرادت الصحيفة أن تستعرض كل هذه النواحي وجميع تلك المرافق لما وسعتها هذه الصفحات القليلة، ولكنا نكتفي بالإشارة العابرة واللمحة الخاطفة مما تسعفنا به الذاكرة.. مجرد الذاكرة دون الرجوع إلى مذكرات أو مفكرات أو أي وسيلة من وسائل المراجعة.

ففي مقدمة الأعمال المجيدة الخالدة على مر الأجيال هاتان العمارتان السامقتان للمسجدين المكي والنبوي على صورة لم يسبق لها مثيل وبأسلوب في السخاء لم يعرفه أحد من قبل يضاف إليهما هذه المساجد المنتشرة في كل بقعة من بقاع المملكة وصدق الله العظيم «إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر».

هذا نموذج واحد من نماذج العمل في سبيل الله وأمثاله كثير.. أما النموذج الحي من نماذج العمل في سبيل الوطن والشعب فهذا التفقد الدائم لشئون الرعية ومواساة منكوبهم ومعاونة المحتاج منهم وتفريج كرب المكروب منهم..

ويأتي بعد ذلك الاستجابة لكل ما فيه خير أو سعادة والأمر في الإسراع بتنفيذه.. وأما العمل في سبيل العروبة والإسلام فإنه يتمثل في هذه الرحلات المباركة وتحمل مشاقها لملاقاة واستقبال زعماء الأمة العربية وقادة المسلمين في شتى بقاع المعمورة سعيا وراء توحيد الكلمة وجمع الصف وتكتيل القوى..

على صفحات هذا العدد المتواضعة نماذج صغيرة تحكي في إيجاز قصة العمل المجيد في العهد السعيد، ونحن واثقين من تقصيرنا في أداء الذكرى حقها.

وكل ما نرجوه من الله في هذه الذكرى السعيدة هو أن يزيد من توفيقه وتأييده لجلالة الملك المعظم وحكومته الرشيدة وعلى رأسها سمو الأمير فيصل رئيس مجلس الوزراء وولي العهد للسير بهذه الأمة في طريق المجد والإسعاد والعمل على تحقيق كبار الآمال وجلائل الأعمال اللهم آمين.