ليس من شك أن ما أصاب أعصاب الصديق الأستاذ طاهر زمخشري إنما هو نتيجة لصدمة نفسية لكثرة ما لاقى هذا الشاعر الرقيق في حياته من مصاعب ومشاق وصدمات يعرفها كل أصدقاء الزمخشري.

وما حدث جاء نتيجة للأزمة الأخيرة - أزمة الروضة - وكلنا يعرف أنها كانت مغامرة من الأستاذ الزمخشري حتى أن الأستاذ عريف كتب في إحدى همساته يحيى الأستاذ الزمخشري ويبدي شفقته عليه من نتيجة هذه المغامرة لأنها كانت مغامرة ضخمة لا يقدم عليها إلا من له أعصاب فولاذية، وصديقنا الزمخشري كما يعرفه الجميع رقيق الإحساس، وقد زاملته أنا كثيراً.. زاملته في المحكمة.. وزاملته في البلاد السعودية وبلوت مشاعره الرقيقة.

والآن أحب أن أقول لأولئك الذين يحبون أن يشفى الأستاذ الزمخشري من هذه الصدمة بحق وصدق هو أن يبحثوا مصدرها ويعالجوه أولا ثم يبدأون في علاجه هو..

إن إشفاق الأستاذ الزمخشري من وقف الروضة هو الذي أدى به إلى هذه الحالة فلنطمئنه أولا وقبل كل شيء إلى أن الروضة ستستمر.. وكيف تستمر وأن ما ظنه بها مجرد وهم.

أما كيف نطمئنه فهو:

أولا: تشترك وزارة المعارف في أكبر كمية ممكنة من المجلة وليس مائة أو مائتين وإنما فوق الألفين.

ثانيا: يشترك ووجهاؤنا وأثرياؤنا اشتراكات رمزية بمبالغ كبيرة تغطي نفقات المجلة وتعاونها على الاستمرار.

وذلك لأن المجلة الآن تباع بنصف تكاليفها واستمرارها مكسب لنا جميعا ووقفها خسارة على الجميع فلنشترك كلنا في معاونتها على الاستمرار.. لنكن مساهمين طبعا بطريق غير مباشر على شفاء الأستاذ الزمخشري.

إنني أوجه أنظار من عرفوا بالسعي في الخير إلى هذه النقطة التي يجب أن يبدأ منها علاج الأستاذ الزمخشري، ولا يفوتني أن أنوه بعواطف وجهود الشيخ عبد الحي قزاز في هذا الصدد.. فقد حدثني وحدث كثيرين غيري عن الأستاذ الزمخشري.. وأرجو للجميع التوفيق.